نوفمبر 22، 2019

نهد انثى للكاتبة تركية سودين

نهد أنثى
لسنابل القمح
في حضرتك عيد
قمر لأجلك يضاء
وفي قلبه تنهيد
لأجلك تراق أدمع غلبها
التسهيد
لأجلك وحدك 
حور مقصورات الخيام
 في خيامهن تلين 
فلا وارث لهن الاأنت
ولأجلك ماتت قياصرة عشق
وملوك
ف.هلم إليا
نراقص فجرا غجريا
كي تشفى من عشق 
فتاة شرقية
كي ترث رضاب الثغر 
فرضاب الثغر
ما دخل في الحلم
لايزال صبيا 
مازال في حجور النساء 
آنية الذهب المحظية
أمطار الفل ابتسمت
 ضحكت من وراء خمارها
انهار لديها الكبرياء 
في أقبية الحياء
تعاتب وعتاب القلب 
للقلب شفاء
تنهار بلحظة أمام
أرجيك العذب يارضاب  
لطيب مجتناك
لعذوبة الثنايا
في جنان عدنك
يارضاب
لسنابل القمح في 
حضرتك عيد  
يلذ بك سيدي ويطيب 
بمحارك اللؤلؤي   
شهوة الفجر فيك تزيد
 شهوة الشمس لارتشاف
القهوة على شرفات النور 
على صوت الناي المبحوح 
على دندنات الروح
تكبر  تكبر وتزيد
من قال أن شمس تبكي 
عند المغيب 
ضفائرها الشقر تذوب
من لوعة التفريق
وبأن العصافير تموت
في نهاية النهار 
من هول الصقيع 
من راهن على موت
الفراشات في عرس
الظباء الجميلات
على أسر شقائق النعمان
من راهن على حريتي 
فأنا لا أهوى الرهان 
أنا حرة مادام رحيق أنفاسك
يشكو في السرير أسرا
يشكو حرقا
وأنا مازلت حرة
مازال الشعر حرا
مازلت حرة
مازال الروح غيثا 
من فكر مبجل
أرتدي حللا وأخلع حلل 
من جمال الروح أخيطها
بالفكر 
أنتقي لها ما طاب لي 
من نفيسك يادرر
فلا أبي يمسك يدي 
ولا أمي بقيود الخوف
تكبلني
لسنابل القمح عيد
يوم تقرع الطبول 
وتزف لعشاقها الأناشيد
فيشتهيك طهر
السدر و الرياحين
أملت مكوثي راكبا
في نيلك ومالي نيل سواك
فما النيل إلا كذبة على الأرض 
وافتراء حاكها بعناية
أبو الهول
مالي نيل سواك
أشتم فرات ماءك
قبل الاحتساء
قبل التناهي في تباريح عشقك
قبل الفناء
تصيح دجلة على ضفتيها
نخيل العراق
تصيح بملء صوتها
ياويح القلب لما كل ذاك
لم الهوى يا قلب
وأنت من تلاعب بالأهواء
قاضيت الهدب 
بحكم الغاب لما 
دمعت العين بالبكاء
لما الكون يصبح أجمل 
عندما نهوى عندما نعشق
فالنار تحول بردا
ويموت العناب تحت الأنياب
طربا
عندما نعشق
نغزل من نور الشمس بردا
يصبح النور أنثى
لها نهد  لها ثغر 
من تهافت اللاثمين
هي خجلى
تركية سودين

نوفمبر 06، 2019

اهطل يا مطر للكاتبة سحاب جحجاح

أهطل يا مطر : 
الروح عطشى والليل داجٍ ...
أتدثر بالماضي وأختبئ بين ثنايا المساء 
أصوات تتصارخ في أعماقي 
طفلةٌ عابثةٌ انا أركض لاهية  ..
أضم كفيّ أستجمع المطر 
قطرة ...قطرة وأرتشف الأحلام 
جدائل شعري تقطر فرحا ....
والباحة تتسع لجميع المحطات ...
وساربي القطار ....
لأجوب الأزقة والشوارع ....
والقذائف تتشارك أدخنة الخوف 
مع صمت الطرقات دون إنارة ...
تحت أجنحة الظلام غفى أطفال بلا مأوى
وأصبح لوقع المطر إيقاع طبول الحرب 
والأيدي الصغيرة العابرة تتجمد ....
والأقدام حافية ....
والباحات ما زالت عابقة بأهازيج طفولة 
تقف في وجه العاصفة .....
القطار يقتحم نفق الشباب ...
صفيرهُ يوقظ فيّ أنَّ الزمن لا يتوقف ...
مسرعٌ مزمجرٌ وأشجار من أقلام ...
تبللت بهطل المطر تكتب قصيدة وطن 
اغرورقت عيناي وفاضت دمعاً ...
وزهور بلادي مبتوري الأماني ...
أيُّ حزنٍ وأيُّ شجن ....
بين دمارٍ ومغتربٍ والحيُّ وهَن ...
جلتُ بعيناي مفاتيح السماء ..
دخلت مقابر الشهداء ...
كان الروضُ مزهواً بالورد ...
يجدلون من خيوط الفجر الأمل...
عدت على جناح غيمةٍ..
أبرقت ...أمطرتني وتخللت غوار الزمن..
هناك استكانت روحي تسري بجدول ماء..
الأشجار تتمايل مع الريح تسابيح الصباح ...
لأفتح نافذة القلب و أدعُ وسادتي ....
أفتح ستائر الصبر ...
ليهدأ ترتيل العصفور ....
والفجر ينبلج من خلف غيمة ...
ممتلئة ...بدأت تهطل بالمطر ...
بقلمي : سحاب جحجاح / سورية

نوفمبر 03، 2019

أسطورةُ رَجُل للكاتب وليد.ع.العايش

( أسطورةُ رَجُل )
  ............
البحرُ يلطمُ وجنتَيّهِ 
زورقٌ سماويٌّ يُعانِقُ قلبه 
المساءُ يُلمْلِمُ بقايا أشياءه 
تمتطي تلك المرأةُ 
بعضاً منْ حُمرتِها 
الطفلُ مازالَ يُكابِدُ 
ثلاثةَ وريقاتٍ خضراءَ 
كانَ هناكَ ينتظر ذاكَ الغسقُ
سوادُ القلبِ لمْ يفارقْ شفتيه
اِبتسمَ في أكمامِ قميصه 
صُراخُ الدراجة الحمراء 
يُحطِّمُ آخر خيوطِ لقاء؛ وبقاء 
ماذا تنتظرُ أيُّها الرجلُ الأشقر 
نسي لمسةَ أسنانِ المُشْطِ الحَمْقى 
يهرَعُ لِدَرَجٍ كانَ يئنُّ 
لمْ تُسعِفْهُ اللحظاتُ 
لمُجردِ سؤالٍ مُظلم 
قَذَفَ بِالفُرشاةِ 
في غياهبِ دُرْجِهِ الكئيب 
تمْتمَ بكلماتٍ ... ثُمَّ مضى 
نسماتُ الليل الغارقِ في ظُلمتِهِ 
تُدغدِغُ الشَعْرَ الذهبيّ 
عيونٌ خُضْرٌ تَرْقُبُ طريقاَ مُنتشياً 
الحفلةُ في الضِفّةِ الأخرى 
تبتدِئُ أنينا ... 
تتكسّرُ بقايا الدربِ الخريفيِّ 
تحتَ وقْعِ العجلات ...
الدقائقُ تهرُبُ مُسْرِعةً 
الغسقُ أعلنَ رحيله  
مُنذُ الضربةِ الأولى 
اللوحةُ تكادُ تنتهي من نَسْجِ إطارها 
المرأةُ تستَعِيدُ ذِكرياتها 
بِرفقةِ تَقَلُّبِ المشهد 
تُعاتِبُ العيونَ الخُضْرَ 
الأنوارُ تختفي منْ رَحِمِ الدراجة 
تتسِعُ الأحداق ...
العروسُ تَرْفُلُ بِثوبِها الأبيض 
الخالُ مازالَ بعيداً 
قالتّها إحداهُنَّ دونَ براءة 
السماءُ تُبادرُ بالحضور 
تتدَحْرَجُ الأماني فوقَ صفيحِ درب
الرجلُ الأشقرُ يَتلمّسُ جَبهتَهُ 
بُكاءُ الطفل يخترِقُ الإسفلت 
أسطورةُ رَجُلٍ ونُواحُ أُنثى 
البحرُ يُعاوِدُ لَطْمَ الوجنات 
الخالُ لنْ يَصِلَ اليوم ...
العرسُ يلتحِفُ حُلَّتَهُ السوداء ...
.............
وليد.ع.العايش