ليس لي ....
على مدافن الذكريات جلسنا نُترع كأس الأحزان ، أسير في سُكرٍ من أمري ، تتقاذفني أصوات الماضي ، كعذوبة نهر جاري حيناً ،
وكموج متلاطم حيناً ، تلمستُ المقابر بنظراتي ابحث عن أسماء تربعت أصداؤها على تلافيق وجداني ،
والروح غادرتني تطوف من بين رائحة البخور وكأنها تخترق ضباب العمر ، حتى وقع نظري على زمن يمتطي الأشعة الضوئية لتغادر الطيور اعشاشها تستقبل الموت الضارب سقف أحلامها دون هوادة ، والزهور تصارع الريح تذروها الشمس الحارقة بلا هوادة ، وحاصدوا الفكر يطحنون برحى الواقع طحين خبز الصبر ،
لم أفهم كيف تنقلب الفصول على سنينها ، والأعوام تمضي برداء أسود تجرُّ حقائب الوداع لحظة المغيب ،
الحياة زائفةٌ بابتسامتهاوما إن يطرق حجر الصوّان اخاه حتى تستعر حرائق تلتهم بقايا خطوات الأمس ، كي لا ندنو من الغد ،
ليس لي .....
أصافح الموت وأعانق زائري الواقف على باب الحياة يحصد سنواتي ...
فقد أكون بعد اصطحابه لي ...
سحاب جحجاح
١٦/٦ /٢٠١٨